العزيز جيجي،
من الصعب أن نجد الكلمات المناسبة في يوم كهذا.
من الصعب جدًا أن نتحدث عن كرة القدم في يوم تودع فيه اللعبة الجميلة الحارس الذي أصبح مثالاً يحتذى لكل من يرتدي الرقم 1.
ودعناك في الأمس القريب واحتفينا بإنجازاتك لكننا دائمًا ما كنا نعلم أنك ستواصل اللعب والتغلب على حاجز الزمن.
هذه المرة نعلم أن قرارك هو إنهاء هذا الفصل وتعليق قفازيك بعد مسيرة تاريخية.
هذه فرصة أخرى لنعبر عن شكرنا لك، هي لحظة سيكون لها أثر لا ينسى في تاريخ كرة القدم. لم تكن الأفضل فحسب، بل كنت أكثر من ذلك. أعطيت مركز حراسة المرمى وجهًا يعرفه به الجميع، وأصبحت الحارس الذي يسعى الجميع لمنافسته ويطمح كل حارس لأن يصل إلى مستواه.
الكثيرون منا بدأوا بمتابعة كرة القدم ووجدوك واحدًا من الأميز على الساحة بفضل إبداعاتك بين الخشبات الثلاث، وهناك منا الذين تابعوك منذ خطواتك الأولى وأبرهتهم موهبتك منذ الصغر حتى أصبحت الأفضل بين أقرانك. الحقيقة أنك أذهلتنا جميعًا، حتى أولئك الذين كانت لديهم توقعات عالية، نجحت في تجاوز كل التوقعات و فعلت المستحيل.
هناك البعض ممن شاهد عظماء اللعبة في الماضي واعتقدوا أنهم شاهدوا كل شيء، وآمنوا أن لا أحد في هذا الجيل يمكنه كتابة التاريخ، لكنك أثبت أنهم على خطأ وأعدت كتابة مفهوم الممكن والمستحيل وأعدت تعريف الخلود في عالم الساحرة المستديرة.
أنت اللاعب الذي ارتدى قميصنا لأطول فترة، والذي حقق أكبر عدد من البطولات معنا. أنت الثاني في عدد المباريات التي خضتها معنا وبالطبع فإنك حارس المرمى الذي حافظ على شباك نظيفة أكثر عدد من المرات معنا. كنت قائدنا وصخرة دفاعنا، ببساطة، كنت جيجي.
اليوم يوم يتذكر فيه الجميع تصدياتك الخارقة للجاذبية، كيف تجاوزت التاريخ وودعت جيلا بعد جيل لترحب بمن يليهم بينما تبقى أنت صامدًا تتحدى الزمن. كنت مثالاً للاستمرارية وبطلاً يعتمد عليه. ابتسامتك مسحت عنا كل المخاوف وملأت قلوب مشجعيك وزملائك بشعور أنك لا تقهر. منحتنا سببًا للحلم، وحققت أحلامنا تلك.
اليوم نهاية حقبة كروية، يشرّفنا أن نكون قد عشناها. نحن جزء من قصتك وأنت جزء من قصتنا.
شكرا جيجي! نتمنى لك التوفيق في كل خطواتك المستقبلية.